بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات…

    بقلم/ دايفد دايفيديان

    طبعاً لا يوجد حزب سياسي في أرمينيا بهذا الاسم فيلايت“, أتى المصطلح من اللغة العربية ولاية إلى التركية و معناه الدلالة على مقاطعة أو إقليم أو منطقة بدون أي علاقة إدارية؛ استخدمها العثمانيون للدلالة على على قسم إداري معين.”

    David Davidian
    دايفد دايفديان

    اللقب ملائم لوصف سياسات الحكومة الأرمينية التي ظهرت بعد اتفاقيات الاستسلام التي أنهت حرب قرة باغ الثانية في العاشر من نوفمبر 2020 توقيع رئيسة الوزراء الأرمينية نيكول باشينيان للهدنة أتى كصدمة للأرمينيين الذين كانوا يستمعوا إلى ملخصات إعلامية ليلية للقتال الذي كانت القوات الأرمينيية منتصرة فيه. أحد التلميحات التي أشارت إلى وجود خطبٍ ما هو استخدام الحكومة لكلمة “الفريق الخصم” بدلاً من “العدو” أو “الغزاة” أو “المهاجمين” ، كما لو كانت الحرب مباراة كرة قدم.

    الحكومة الأرمينية الحالية جاءت إلى السلطة عن طريق موضوع صليبي عالمي يتمثل في القضاء على الفساد. و على الرغم من ذلك, لم تكن الحكومة قادرة أو راغبة بإرجاع معظم الأموال التي أدعت سرقتها من مسؤولي الحكومة السابقة و الأوليغارشيون (الحكّام الأقلّة). باشينيان هي تابعة لسياسات و فكر رئيس أرمينيا الأول ليفون تيربيتروسيان.  حِزب الرئيس ليفون “الحركة القومية الأرمينية”, ترأّس تأسيس بنية تحتية بحكم الأقلّية في أرمينيا. لا عجب في أن الأحزاب السياسية الأكبر المسجلة في أرمينيا تخدم أهواء الأوليغارشية ، وليس لديها أي رؤية استراتيجية للبلاد أو تمثل مصالح المجتمع الأكبر. أدت الموجة الأولى من الأوليغارشية في أرمينيا إلى إفراغ المصانع والمعاهد التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في أرمينيا. باع هؤلاء الأوليغارشيون هذه الموارد بالطن لإيران و مشترين آخرين,  بدون أي جهد لتحديد قيمتها الاستراتيجية أو الاستفادة من خبرات العاملين السابقين ذوي التدريب العالي.

    عندما أتى الفأس إلى الغابة قالت الأشجار: “مقبض الفأس واحد منّا.”
    (diendantienganh.com)

    رؤية الرئيس ليفون بُنيت على مبدأ أن أرمينيا لا تشكل تهديداً للدول المجاورة و أن الدولة تتكون فقط من التجار التافهين و أصحاب المحلات. منطقة ناغورنو كاراباك الأرمينية المتنازع عليها سيتم التعرف عليها كجزء لا يتجزأ من أذربيجان, و لكن باستقلال غير مضمون.

    منذ إعلان استقلالها من الحكم السوفياتي, أرمينيا و سياساتها تتمحور حول الأوليغاركية و “تفتقر إلى خطة استراتيجية مثل خطة بان-أرمينيا”  تم إنشاء و تنفيذ العديد من المنظمات غير الحكومية و المشاريع و السياسات بمصادر مشكوك فيها في وزارات الحكومة مع نقص ملحوظ في الشفافية.  هناك امتناع شائع بين المراقبين الداخليين تشير إلى مثل هذا التسلل باسم “سوروسي” نسبةً إلى المعولم جورج سورس. منذ استقلال أرمينيا ساد في المجتمع تيار مناهض للوطنية. اختفت الرموز الأرمينية القديمة و الحديثة في ظل أبطال تلفاز مشابهين للمافيا. ظهور عادي للأعلام و عدد قليل جداً من الرموز الوطنية تم استبدالها بالاستهلاك الواضح, النجاح الشخصي أصبح يقاس بتكديس رأس المال و تكوين علاقات حكومية لضمان هذا النجاح. لا عجب أن مسائل الأمن القومي ليست موجودة في الحوار اليومي و أن الخطط القومية الاستراتيجية تُعدّ مسابقات شخصية بدلاً من أن تكون مبنية على السياسة.

    من أبريل 2018 حتى الآن, حكومة باشينيان دمّرت وزارات و استبدل معظم المراكز بالمقرّبين إليه. كانت الكفاءة شرط عمل ثانوي. خلال سنتين و نصف, خمس رؤساء للأمن القومي تم إبدالهم, و و على الأقل مثل هذا العدد من شخصيات عسكرية رفيعة المستوى تم طردها أو إعادة تعيينها. لا شيئ من هذا يظهر حكم الجدارة ( ميريتوقراطية) أو الاستمرارية في السياسة و هو في تنفيذه كالمعاملات.

    أدى هجوم أذربيجان على ناغورنو كاراباخ  في سبتمبر 2020 إلى فقدان السيادة الأرمينية على تلك الأراضي. وبلغ عدد الضحايا الأرمينيون حوالي أربعة آلاف,  معظمهم من الشبان. توسطت روسيا في إنهاء أعمال العِداء و توقيع اتفاقية الاستسلام الأرمينية. يبقي الأرمينيون في أرض ناغورنو كاراباخ المُقلّصة الحجم المحمية بألف جندي روسي من قوات حفظ السلام.

    على الرغم من خوض الحرب في ناغورني كاراباخ والمناطق النائية من قبل متطوعين من أرمينيا ، كان الإجماع بين العديد من الخبراء العسكريين أن الأرمن لم يكونوا مستعدين لحرب كاراباخ الثانية. تشمل الفرضيات المتنافسة وغير الحصرية لأساس هذه الحرب ما يلي:

    الفرضية الأولى: تم إطلاق العنان للتسلح و التدريب العسكري الأذربيجاني الهائل على القوات الأرمينية في ناغورنو كاراباخ بما أن الأذربيجيون طفح الكيل عندهم من عقود من المفاوضات العقيمة و الهزائم المُذلّة في حرب الأربعة أيام في شهر يوليو 2020. الفرضية تقول أن تركيا قد أقنعت أذربيجان بالاستيلاء على هذه الأراضي مع دعم تركيا النشط و استيراد الجهاديين الإسلاميين. بما أنه سيتم فتح خط أنابيب الغاز عبر بحر قزوين في نهاية السنة, خريف 2020 كان الفرصة المناسبة للهجوم الأذربيجاني.

    الفرضية الثانية: النظرة السياسية لباشينيان هي أن ناغورنو كاراباخ كانت دائماً جزءاً من أذربيجان. إذا بقيت الحدود و طرق النقل مغلقة، فلن يتمكن القلة الأرمينية (الأوليغاركيون) من التعاقد مع الأتراك والأذربيجانيين للحصول على المنتجات والخدمات. صرحت كل من تركيا وأذربيجان أنه يجب على الأرمينيين الإفراج عن سيادة ناغورني كاراباخ كشرط أساسي لفتح الحدود. دون خسارة الحرب ، لن يتنازل المجتمع الأرميني أبدًا عن استسلام أرميني أحادي الجانب لناغورني كاراباخ. لم تحدث أضرار أو خسائر كبيرة في البنية التحتية لكل من أرمينيا و أذربيجان. الضرر الأذربيجاني يمكن أن يكون قد حصل عمداً فقط. الفرضية تقول بأن هذه الحرب قد كانت مُتعمدة و مُخطط لها. باشينيان لم يتنازل عن سلطته أبداً بعد اتفاقية الاستسلام. منذ وصوله إلى السلطة ، عمل باشينيان وأنصاره ضد المصالح الروسية في أرمينيا. الوجود التركي في القوقاز يخدم التصاميم الغربية. بالإضافة إلى ذلك, سكان أرمينيا المُشككين (مثال) يرون أن اعتراف بايدن بالإبادة التركية للأرمينيين هو مجرد تبادل منافع مرتبط بهذه الفرضية كجزء من خطة سلام إقليمية بما أن تصريح الرئيس الأمريكي لم يحتوي على أي عواقب ضد تركيا.

    منذ بداية 2021, أصدر فصيل باشينيان في البرلمان “خطوتي” تصريحات تؤكّد فتح الحدود الأرمينية و اتفاقيات و معاهدات مع أذربيجان و تركيا. سَخِرَ أنصار باشينيان من الجوانب الوطنية للثقافة الأرمنية مع الإفلات من العقاب. باشينان لم يوضّح بعد كيف ستخدم سياسته أي استراتيجيات أرمينية عظمى, مثل سياسة الرئيس ليفون قبله.

    نظراً للتفاوتات الهائلة في الحجم في التعدد السكاني و الشجع و الوطنية و الرؤية بين الحكومة الأرمينية و التركية/الأذربيجانية, القوة الناعمة لتركيا ستقلل السيادة الأرمينية إلى فيلايت (ولاية) تركية عثمانية نظراً للسياسات الحالية للحكومة الأرمينية.

    يريفان ، أرمينيا

    ملاحظة: بعض الروابط المرجعية غير متوفرة باللغة الإنجليزية. من الأفضل قراءتها باستخدام مترجم جوجل

    المؤلّف: دايفد دايفيديان(مُحاضِر في جامعة أرمينيا الأمريكية. لقد أمضى أكثر من عقد من الزمان في تحليل الذكاء الفني في كبرى شركات التكنولوجيا العالية. يقيم في يريفان, أرمينيا)

    (الآراء الواردة في هذا المقال تخص المؤلف فقط ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية أو وجهات نظر World Geostrategic Insights

    شاركها.