بقلم أندرو ك. ب.  ليونغ (الخبير الدولي والاستراتيجي الصيني المستقل. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أندرو ليونج المحدودة للاستشارات…

    لقاء بعنوان “الرؤى الإستراتيجية العالمية” مع السفير ميتشل ب. ريس حول التحديات التي تواجه قيادة الولايات المتحدة.

    Mitchell B. Reiss
    Mitchell B. Reiss

    ميتشل بي ريس هو دبلوماسي أمريكي، أستاذ جامعي، ورائد أعمال. عمل كمدير لمكتب تخطيط السياسات للوزير كولن باول في وزارة الخارجية الأمريكية وقدم توصيات إستراتيجية بشأن السياسات الأمريكية تجاه العراق، كوريا الشمالية، الصين، إيران والصراع العربي الإسرائيلي. تم تعيينه من قبل الرئيس بوش ليكون مبعوثًا خاصًا بدرجة سفير لعملية السلام في أيرلندا الشمالية. كما شغل منصب الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة الكولونيل ويليامزبرغ ومدير لجامعة واشنطن.

    هل ساعد الحرب في أوكرانيا على إعادة احياء القيادة الأمريكية؟ هل تمكنت الولايات المتحدة من التأكيد على كونها القائد العالمي للديمقراطية والحليف الذي يعتمد عليه؟

    لقد أتاحت الحرب في أوكرانيا لإدارة بايدن فرصة استعادة القيادة الأمريكية لكن من السابق لأوانه أن ندعي بأنها استطاعت مرة أخرى أن تتولي القيادة العالمية وان تثبت كونها حليفاً موثوقًا. سيعتمد الكثير على كيفية إدارة الولايات المتحدة لأزمة هذه الحرب مما يعني أنها تواصل الحفاظ على حلف الناتو، الحفاظ على نظام العقوبات متعدد الجنسيات، توفير الأسلحة اللازمة لأوكرانيا، وصياغة استراتيجية لإنهاء الحرب وتنفيذها بطريقة مرضية لأوكرانيا ورادعة لروسيا عن التفكير في أي عدوان مستقبلي

    وهذه المهمة صعبة للغاية بجانب أن الولايات المتحدة تحتاج أيضًا إلى معالجة عدة تحديات الأخرى حول العالم مثل طموحات إيران النووية والمزيج المعقد من المنافسة والتعاون مع الصين. وعلاوة على ذلك، فهناك تحديات متعددة الأطراف لا يمكن حلها بدون قيادة الولايات المتحدة مثل تغير المناخ، الأمن الغذائي والصحة العالمية. ولا يتوقع أحد أن تحل الولايات المتحدة كل هذه المشاكل لكن إذا أرادت واشنطن أن يُنظر إليها على أنها زعيمة عالمية فعندئذٍ ستحتاج إلى تبني سياسات معينة وتحشد من الحلفاء من يساعدها على إدارة هذه المخاطر أو التخفيف من حدتها.

    قبل بضعة أشهر، ذكرت في إحدى كتاباتك أن الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة قد حدت من قدرة بلادنا على دعم حلفائها وردع خصومها وتعزيز النظام الليبرالي الدولي. هل لا تزال هناك صعوبة في التوصل إلى اتفاق بين الحزبين بشأن القضايا الاستراتيجية الرئيسية القائمة في الولايات المتحدة؟ هل ستستمر السياسة الخارجية للولايات المتحدة في التأرجح اعتمادًا على ما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون هم من يقودون البيت الأبيض ويسيطرون على الكونجرس؟

    نعم، لا تزال هناك صعوبة في التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب القائمة ومن المرجح أن تصبح أكثر حدة في نوفمبر إذا استعاد الجمهوريون مجلس النواب وهو ما يتوقعه أغلب الناس واستعادة مجلس الشيوخ وهو احتمال مؤكد. وهذا يعني أن إدارة بايدن ستتعرض لضغوط شديدة لتمرير أي تشريع سواء كان خارجياً أو محليًا وسيقتصر الحكم على أوامر تنفيذية يستطيع الرئيس القادم أن يقوم بإلغائها وهو ما سيؤدي إلى إعاقة صياغة أي نهج ثابت للسياسة الخارجية

    وصرح وزير الخارجية أنتوني بلينكين مؤخرًا أنه حتى إذا استمرت حرب الرئيس بوتين فسوف يظل تركيزنا منصب على التحدي طويل الأجل والأخطر للنظام الدولي والذي تشكله جمهورية الصين الشعبية. لأن الصين هي البلد الوحيد الذي لديه النية لإعادة تشكيل النظام الدولي ولديها القوة الاقتصادية، الدبلوماسية، العسكرية، والتكنولوجية للقيام بذلك. كما كشف بلينكين عن استراتيجية إدارة بايدن تجاه الصين والتي يمكن تلخيصها في ثلاث كلمات: الاستثمار، التعاون، والتنافس. ما رأيك، هل يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية مستدامة للولايات المتحدة وفعالة في مواجهة الصين؟

    أتفق مع تحليل وزيرة الخارجية بأن الصين تشكل أكبر تهديد لقوة الولايات المتحدة والنظام الدولي. ومن المحتمل أن تقوم الولايات المتحدة بالحفاظ على هذه الاستراتيجية. لكن على الأغلب ستعتمد الاستراتيجية على وجود إجماع من الحزبين ليس فقط على التهديد ولكن أيضًا على الحلول السياسية.

    سيهتم الجزء الخاص “بالتنافس” من استراتيجية إدارة بايدن بنفسه. فإذا كانت الحرب الباردة ترشد لشيء، فيمكن للمرء أن يتوقع من الجمهوريين اتباع نهج أكثر تشددًا من الديمقراطيين تجاه الصين على أمل تحقيق مكاسب سياسية محلية.

    فيما يخص الجزء المتعلق “بالاستثمار” فهو عائد للقطاع الخاص الأمريكي والذي يقوم بالفعل بإعادة تقييم خيارات العمل الحالية والمستقبلية مع الصين. (ومن الواضح أن استجابة الشركات العالمية لغزو روسيا على أوكرانيا هي الدافع وراء إعادة التقييم).

    وفيما يخص جزء ” التعاون ” من المعادلة فهو الأكثر صعوبة فمن غير المعقول أن تكون الولايات المتحدة والصين مستعدتين الآن لمناقشة القضايا الملحة مثل تايوان، الحقوق البحرية في بحر الصين الجنوبي، عسكرة الفضاء، السيطرة على الأسلحة النووية، الحرب الإلكترونية، حقوق الإنسان، وطموحات كوريا الشمالية النووية. ومن غير المحتمل أن يتمكنوا حتى من إعادة إقامة تعاون عسكري (على الرغم من جهود وزير الدفاع أوستن في مؤتمر شانغريلا الأخير). والنتيجة هي أن الولايات المتحدة والصين لن تجتمعا علي القضايا المتعددة الأطراف التي تحتاج إلى قيادتهما المشتركة مثل قضية تغير المناخ والصحة العالمية.

    ميتشل بي ريس – دبلوماسي أمريكي، أستاذ جامعي ورائد أعمال.

    ابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية  How to revive U.S. global leadership – Interview with Ambassador Mitchell B. Reiss

    شاركها.